الجمعة، 18 أبريل 2008

الغريب


هنا امرأة تعد الصبح للأطفال
ترص حليبها المروى بالدنيا
على مهل كأن الله أعطاها
من الأسرار أغنية تلونها بلون الشاي
......................
هنا طفل يجوب الأرض في مرح
ويلبس حلة صفراء
وقد أضحت ملطخة من الحلوى
وشيء من بقايا الشمع
............................

هنا وطن .... هنا ضوضاء

... هنا فوضى .....

ولون العادم القاتل

..... وشرذمة من الفتيان ....
وشمس لن تفارقنا ....
وأبنية مزركشة بلون قصاصة الأطفال
....
وشرطي يسب مرورنا الهادئ
وبائعة يغطي نصف حلواها

زفير القهر من دمنا
هنا وطني ..... هنا لوني ....

هنا ظلي فكيف تراه يا دراز...

هنا أرض الفتى دراز

******************
هذا جوابك يا غريب

إن كنت تنشد موطنا
فأكمل نواحك في السفر
فالبيد لن تقسو عليك كما البشر
لملم حديثك
لم يعوا شيئا سواك أيا الغريب
لن يذكروك معلما

أو هاديا أو مرشدا
أو أي شيء من قبيلك
بينما
ستردد النسوان أنك ساحر
سيردد الأطفال

كيف تخيفهم عيناك
حين تشاهد الأقمار

في ليل مريض من لياليهم
بأنك شؤمهم
وحذار إن تغدو إيابا بالديار
تصيبها اللعنات منك ومن رياحك
سيردد الجد الهزيل نباحهم
ويقول أنك :

لن تكون سوى الغريب
ستردد امرأة لعوب

قصة عن مضجعك
وفقيه مسجدهم

سيحكم بالقصاص على جراحك
لملم حديثك يا غريب ولا تعد
نم يا غريب
ودّع بكاءك
كل شيء لاهث
وانس اغترابك
كل شيء ساكت
لا الكون يحتاج
الجراح أو الوجع
ما عادت الثكلى
تولول من فراق
وليدها
علل بكاءك بالألم
لا تذكر اسمك
للعوام من العدم

لا تنحني رفقا لوجه صغارهم
لا تشترِ لعبا لهم
اليوم تمحى مفرداتك من تفاصيل العلم
وانس الأغاني ...كل شيء
قد يعلله النغم
**********************
أجواء شارعك القديم تساءلت
وتقول لي :
أين الولد
هو تائه بين البلاد مشرد
وشريعة البلد البعيد برودة
لا تسأل الغرباء عن أوطانهم
لم ينتعل منهم حروف الأغنيات
لم يقترف ذنبا سواه
ولم يكن
**************
رمل استوائك
ها هنا

قمر اكتمالك ,
,فإلامَ ترحل للبلاد مؤذنا
ولمن ستظهر كبريائك يا غريب
ستخور من فرط النواح
ولن يعيرك موطنا
وسينشئون شوارعا باسم الغريب
وسيصنعون ملابسا باسم الغريب
ستظل في أوطانهم
كعلامة استفهام أنت
لن تفسرك البطولة يا غريب
شعر
محمد كارم

10/4/2006


ليست هناك تعليقات: